جابر الأحبابي، أحد شباب الإمارات الذين وهبوا إمكاناتهم وطاقاتهم لخدمة وطنهم من بوابة العمل التطوعي، وكانت بدايته من خلال تعاونه مع عدة جهات. وبعد سنوات من الخبرة والممارسة أسس فريقه الوطن، ليقدم من خلاله أفكاراً وطاقات تدعم نشاطهم الاجتماعي الحضاري، الذي يهدف إلى مساعدة الناس وإسعادهم من دون انتظار عائد، ورد الجميل للدولة، بالمشاركة في تحقيق مشاريع هادفة تخدم الفرد والمجتمع. وعن رؤيته للتطوع ورسالته ونشاطاته وإنجازاته وتطلعاته المستقبلية، التي تحمل شعار «أعطنا فرصة نترك بصمة»، كان لنا معه الحوار التالي.
ما الذي جذبك إلى عالم التطوع؟
سلكت هذا الطريق رغبة مني في تسخير طاقاتي وإمكاناتي لخدمة وطني، ومحاولة رد الجميل بالمشاركة في تحقيق مشاريع هادفة، تخدم الفرد والمجتمع. وكان لوالدي الدور الكبير في غرس حب الخير للآخرين داخل نفسي، معتمداً في ذلك على قوله تعالى: «وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْرًا».
كيف بدأت علاقتك بهذا النشاط؟
بدأ شعوري بالمسؤولية والرغبة في مساعدة الآخرين منذ كنت طالباً بالمرحلة الإعدادية، حيث كنت أشارك في تنظيم الأنشطة المدرسية، التي أكسبتني مهارة القيادة، والعمل بروح الفريق، وبعد التحاقي بقسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات، دخلت مرحلة جديدة من العمل بهذا المجال. ومن أهم محطاتي التطوعية، أنني كنت عضواً مؤسساً لمجلس إدارة جمعية مواليف، وكذلك للجمعية الخليجية، ومن ثم مؤسس ورئيس فريق الوطن التطوعي.
ما الذي أضافه التطوّع لشخصيتك؟
زاد من خبراتي الحياتية، وأكسبني مهارات جديدة، منها فن التعامل مع الآخرين من مختلف الجنسيات والأعمار، وأيضاً تعلمت كيفية إدارة وقتي، وتنفيذ الفعاليات، ومن خلاله استثمرت ما لديّ من علم ومعرفة في خدمة مجتمعي، وكسب الأجر من الله، وبفضله تعالى كسبت ثقة المسؤولين، وكان التطوع أحد العوامل المهمة والفاعلة في تعزيز قدرتي وثقتي بنفسي.
ما هي الرسالة التي تسعى لتحقيقها؟
رسالتي تؤكد على أن فكرة التطوّع لُغة الخير والبذل والعطاء، وطريق تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي.
كيف تم تأسيس فريق الوطن التطوعي؟
في نهاية عام 2015، شعرت برغبة من جميع الأعضاء في الموافقة على تكوين الفريق، حيث جمعنا حب الوطن والولاء له، والرغبة في خدمته، وبدأت الحوارات حول تطوير منظومة العمل التطوعي، من خلال علاج بعض السلبيات والتحديات التي تواجهنا في الواقع. وبالفعل شرعنا في الخطوات التنفيذية وشعارنا هو: «أعطنا فرصة نترك بصمة»، وخلال عام ونصف تقريباً أصبح عدد أعضاء فريقنا 300 متطوع ومتطوعة، ويتراوح عدد الأنشطة التي نشارك في تنظيمها ما بين 15 إلى 20 فعالية شهرياً، ووصل عدد الفعاليات التي قمنا بها إلى الآن 100 فعالية تقريباً.
ما هي مبادراتكم في تنظيم الفعاليات؟
شاركنا في تنفيذ أكبر جلسة قراءة، نالت شهادة معتمدة من موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكانت بحضور وتقديم الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وكذلك نظّمنا حملة «للإمارات نتطوع»، التي تهدف إلى التعريف بالتطوع والحث عليه، وتوضيح إيجابياته داخل المجتمع، وأطلقنا عدة مبادرات منها «بصمة عطاء» التي تستهدف رعاية أصحاب الهمم، والأيتام، وكبار السن، والمرضى، و«أنا مبدع» لفئة الناشئين لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتسليط الضوء على إبداعاتهم، و«صيفنا عطاء»، وقمنا خلالها بتوزيع الوجبات الغذائية على العاملين في مواقع عملهم، و«بصمة صحية» التي تعتني بتثقيف وتوعية المجتمع صحياً في المناسبات العالمية. ومن أحدث مبادراتنا «بصمة فكرية»، التي أثمرت إطلاق ملتقى أصدقاء الحياة، الذي حضره العديد من الأكاديميين والمختصين، من الجهات الحكومية والمهتمين بالمجال التطوعي، وتم خلاله طرح أفكار ومبادرات لعام الخير، استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأخيراً أطلقنا «بصمة بيئية» في يوم الأرض العالمي، ونتطلّع من خلالها إلى توعية المجتمع بأهمية البيئة، وطرق المحافظة عليها، واستخدام الطاقة المتجدّدة.
ماذا عن تطلّعاتكم ومشاريعكم المستقبلية؟
نتطلع إلى تبنّي ودعم وتطوير المشاريع والمبادرات والأفكار التطوعية، ونشر ثقافة ومفهوم هذا العمل في المجتمع، وتعزيز انتماء الشباب لوطنهم، ومشاركتهم في بنائه وتقدّمه، إضافة إلى التواصل والتعاون مع الجهات التطوعية داخل وخارجها، حيث نطمح لجعل فريق الوطن نموذجاً متميزاً في تطبيق وتطوير منهج التطوع محلياً وعالمياً.