م.جابر بطي الأحبابي

رئيس فريق الوطن التطوعي

بالولاء والانتماء يتجدد العطاء

إن فقدتَ مكان بذورك التي بذرتها يوماً ما سيخبِرُك المطرُ أين زرعتها،
فالبصمةُ الجميلة تبقى، وإن غاب صاحبها.
وكذا التطوع لخدمة الناس كل الناس لا المعارف والأصدقاء فحسب، فما يفعله الإنسان من خير يبقى بصمة في حياته، كما تحتسب في ميزان حسناته يوم القيامة.

فالتطوع بذرة طيبة تتفتح في خبايا النفس البشرية لتعطي ثمارها مادامت تتوفر أمامها معطيات العطاء والتواصل والتعاضد الإنساني.

في عام 2016 أعلنا في مدينة العين عن تشكيل فريق الوطن التطوعي، حيث ضم الفريق منذ تأسيسه كوكبة متطوعين من كافة شرائح المجتمع يجمعهم حب الوطن، والرغبة الصادقة بمد يد العون لكل من يحتاجهم بفضل المهارات والخبرات التي يمتلكونها، ولتبادل الخبرات فيما بينهم لصقل مهاراتهم، وبناء قدراتهم، مما يسهم في الارتقاء بأدائهم للقيام بعمل احترافي في الميدان التطوعي

وكان ما قدمه فريقنا منذ انطلاقته من خدمات مجتمعية تطوعية محل تقدير وإشادة كبيرين من جميع الجهات الحكومية والخاصة التي عملنا معها، وذلك لما ابتكرناه وما قدمناه سوياً من مبادرات وفعاليات وأنشطة، وما ساهمنا فيه من تدريب المتطوعين في المجالات العامة والتخصصية في العمل التطوعي بدءاً من المرحلة الأولى في إعداد المتطوع للقيام بعمل تطوعي احترافي حتى المرحلة النهائية، بإعداد قادة لإدارة المبادرات المجتمعية وتنفيذها .

واستجابة لتوجيهات قيادتنا الحكيمة تمّ التعاون مع الجهات المختصة لتوسيع دائرة الاستقطاب التطوعي لاستقطاب كل من يملك الرغبة بالخدمة المجتمعية من مختلف المراحل العمرية، والشرائح الاجتماعية، مواطناً كان أم مقيماً، تحت شعار ( البيت متوحد ) وهذا ما دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه وهذا ما اتخذناه شعاراً دائماً لنا في عملنا.
كما حرصنا على إشراك أصحاب الهمم وفق ما يملكونه من مهارات تخدم المجتمع، مما يعزز ثقتهم بأنفسهم، يشعرهم بأنهم عناصر فاعلة ومؤثرة في مجتمعهم

وكما يقال لكل مجتهد نصيب فبفضل من الله ودعم وتنسيق مع الجهات المختصة تم ترخيص فريق الوطن التطوعي كأول فريق تطوعي في إمارة أبوظبي، وجاء ذلك استكمالاً لما بدأناه من مساهمة في خدمة المجتمع تطوعاً وعملاً يداً بيد مع إخواننا وأخواتنا من المتطوعين الأوفياء لإكمال المسيرة.

وإن ما حققناه من نجاح، وما حظينا به من تقدير المسؤولين ومن مختلف الجهات والمؤسسات التي عملنا معها، وما لمسناه من تقدير مجتمعي لجهودنا، ورسالتنا، وأهدافنا، وضعنا أمام مسؤولية كبيرة لمواصلة العطاء بجد واجتهاد لنبقى محطّ ثقة الجميع ولنكون قدوة لمن سيحظون بالترخيص من دائرة تنمية المجتمع التي تتابع وتقنن بدقة ووعي تأمين جميع ما يقدم للمجتمع من خدمات لضمان سلامة العطاء، وجودة المنتج، وثراء المردود الاجتماعي

في الختام لا يسعنى إلا أن أجدد العهد والوعد بأن تبقى إدارة فريق الوطن التطوعي إدارة واعية مدركة ومخلصة لكل ما يتطلبه الوطن والمجتمع من أبنائه تطوعاً وطواعية، وأن نكون سنداً لإخواننا وأخواتنا الذين يسيرون على دربنا ممن سيلتحقون بنا للخدمة التطوعية .